د. علاء الجرايحي محلب يكتب: إسرائيل وأمريكا والدعاية السوداء

الدكتور علاء الجرايحي محلب
الدكتور علاء الجرايحي محلب

منذ وقت طويل ويحاول اليهود إقامة وطن لهم، وقد تحقق بعد وعد بلفور منذ أكثر من ثمانين عاماً بعد قيام الحركة الصهيونية تحت رئاسة تيودور هرتزل- مؤسس الحركة الصهيونية بالمناداة بأن يكون لهم وطن بدلاً من أن يكون اليهود مشتتين في العالم كله حسب مزاعمهم مستغلين اضطهاد هتلر لهم، ومحاولة إبادتهم وكأن الفيروس الذي أصاب هتلر أصابهم ليجعلهم يحاولون إبادة أصحاب الأرض الفلسطينية حتى تصبح أرضهم عنوة.

وما أريد أن أقوله لهم لقد ذهبت مزاعمكم التي كنتم تقنعون بها العالم بأنكم مضطهدين ومنبوذين، وأنتم من تضطهدوا العالم العربي وتحاولون القضاء علي أصحاب الأرض الفلسطينية من شيوخ ونساء وأطفال وتتحدون كل معاني الإنسانية والشرف.
والسؤال المطروح هل العالم الآن يقوم على أن تكون هناك بلد مبنية على أساس ديني واحد؟، لأن هذا ما يفعله اليهود الآن في فلسطين.. وهل الحرب القائمة الآن لمجرد مزاعم دينية كما كانت سابقاً أم أن لها أهداف أقتصادية لدولة اسرائيل؟.

والسؤال الثاني ما الذي جعل الشعوب قديمًا تحاول القضاء على اليهود حتى لو تخلصوا منهم بتوفير أرض لهم؟.

والسؤال الثالث ما سر دعم أمريكا لإسرائيل ضد القضية الفلسطينية ومحاولة توريط مصر بأكاذيب الكلام على لسان الرئيس الأمريكي بايدن تأكيدًا لرئيس حرب الإبادة الصهيوني نتنياهو!.

القضية الفلسطينية وسياسة الغرب  

لست مندهشا من  موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الحرب على غزة، أو ما أدلى به من تصريحات كاذبة حول مصر بشأن معبر رفح، هكذا سياسة الغرب وهذه وجهة نظرهم الكيل بمكيالين ومصالحهم فوق أي شيء حتى لو على جثث الأبرياء والضحايا، بديل استمرار المذابح الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني.

ورغم دخول الحرب الإسرائيلية شهرها الخامس وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة على يد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن بايدن لا يعترف بحرب الإبادة، بل ويرفض وقف إطلاق النار، وكل ما يهمه هو التهدئة المؤقتة لتبادل الرهائن، هذا كل ما يعنيه ويهمه، وبعد ذلك تواصل آلة الحرب المجنونة جرائمها برعاية أمريكية، لأنها لا تزال تعتبره دفاعاً عن النفس وكأن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه يمثل للكيان الغاضب والمحال تهديداً حقيقياً.

ما قاله الرئيس الأمريكي جون بايدن، من تصريحات  بأنه أقنع الرئيس عبد الفتاح السيسي بإدخال المساعدات إلى غزة ما هي إلا صورة لتشويه الحقائق التاريخية الثابتة، فمصر ليست فى حاجة لتأكيد مواقفها من قضية هى صلب أمنها القومي.

فعلى مدى عقود من أربعينات القرن الماضي سعت الدولة المصرية إلي دفع عملية السلام وحل القضية الفلسطينية، واتخذت مصر السلام طريقاً استراتيجياً للحفاظ على مقدرات وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

في الوقت الذي يدعي فيه الرئيس الأمريكي عن جهوده في عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وصل حجم المساعدات الأمريكية إلى تل أبيب منذ بدء الحرب في قطاع غزة، ما لا يستطيع وصفه.. وهذا ما كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أي وشهد شاهد من أهلها.

وحسب ما ورد في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، تضمنت تلك المساعدات طائرات وسفن شحن أمريكية حملت على متنها أعداد هائلة من الأسلحة والذخائر، هذا بخلاف حاملات الطائرات التي أرسلتها أمريكا في بداية الحرب، تحت مسمى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في دعم غير مشروط من الرئيس الأمريكي جو بايدن على الرغم من الدعوات الداخلية في حزبه لتقنين تلك المساعدات.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه منذ بداية الحرب، وصلت 230 طائرة و 20 سفينة شحن أميركية، تحمل مساعدات عسكرية إلى إسرائيل وكانت الولايات المتحدة فتحت جسرا جويا لنقل الأسلحة إلى إسرائيل، منذ بدء عملياتها العسكرية على قطاع غزة.
هذا فضلاً عن المركبات المدرعة وأسلحة ومعدات حماية شخصية وذخيرة وإمدادات طبية، على العلن وأمام المجتمع الدولي.

وسلم الجسر الجوي الأمريكي لاسرائيل أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية، هذا بخلاف ما قامت به وزارة الدفاع الاسرائيلية، بمشتريات إضافية بقيمة 40 مليار شيكل، أي حوالي 2.8 مليار دولار من الولايات المتحدة.

في الوقت الذي قالت فيه أمريكا إنها تعتبر عدد الضحايا بين السكان الفلسطينيين مفرطاً، إلا أنها لا ترى هناك أية علامات إبادة جماعية في عمليات القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.. هذا ما أفاد جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي في تصريحات له مؤخراً!.

إلى كل هذا الحد، إذن ما تعني الإبادة بالنسبة لأمريكا، ماذا تسمون أو تصفون ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على أرضه من قبل غاصب ومحال.. آلة الحرب التى دارت رحاها برعاية أمريكية لم ترحم صغيراً ولا كبيراً، بل لم ترحم مريضاً في مشفاه أو في الرعاية المركزة.. دمرتم كل شئ.. مباني ومستشفيات ومدارس كانت تحوي "الفارين" من الحرب هدمت فوق رؤوسهم.. هل كل هذا يمثل سعيكم إلى تدمير التهديد الذي تشكله حماس؟.

الدعم الأمريكي لإسرائيل لم يقف عند المساعدات العسكرية فقط.. فمع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تضمن الدعم الدبلوماسي لإسرائيل زيارات من كبار المسئولين الأمريكية، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن، كما زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تل أبيب أكثر من مرة بالإضافة إلى وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن.. دعم غير محدود وتتحدثون عن إدخال المساعدات.